الوجهه الأخر ل أنظمة السداد الطويلة للعقارات : ما لا يخبرك به المطور العقاري
في الآونة الأخيرة، أصبحت أنظمة السداد الطويلة للعقارات وسيلة تسويقية شائعة تلجأ إليها العديد من شركات التطوير العقاري وذلك بهدف جذب العملاء، خاصة مع الضغوط الاقتصادية الحادثة على الأفراد في الوقت الحالي، وفي ظل ارتفاع أسعار العقارات باستمرار، ومع أن أنظمة التقسيط قد تبدو مغرية للوهلة الأولى، إلا أنها في كثير من الأحيان تخفي وراءها عيوبًا قاتلة لا يكشفها لك المطور العقاري إلا بعد فوات الأوان، وفي هذا المقال، سنوضح لك ما لا يخبرك به المطور العقاري عند توقيعك لعقد التقسيط، كمل سنخبرك بمخاطر يجب أن تضعها في اعتبارك قبل اتخاذ قرار الشراء.
أضرار التعاقد مع مؤسسات بيع عقارات بالتقسيط على مدد طويلة
من أبرز الأضرار والعيوب القاتلة في حالة تعاقدت مع شركة بيع عقارات وشقق بالتقسيط على مدار سنوات طويلة هي ما يلي:
الزيادة السعرية الخفية
تبين أنه غالبًا ما تُعرض الوحدة العقارية بسعر مغري فمثلاً هناك شقق وحدات سكنية تباع بقيمة 8 ملايين جنيه، ولكن في حالة اعتمادك على أنظمة السداد الطويلة الأجل تصل إلى 12 أو 13 عامًا، قد تجد نفسك في النهاية قد دفعت ما يصل إلى 12 مليون جنيه أو أكثر من ذلك، هذه الزيادة ليست مجرد “فوائد” وإنما تكلفة خفية للسداد الطويل الأجل، يتم تسويقها على أنها ميزة مرنة، بينما هي عبء مالي حقيقي يتراكم عليك.
إجراء عقوبات صارمة عند التعثر
المطور العقاري عادةً ما يضمن حقوقه بأتخاذ إجراء العقوبات المشددة في حال تأخرت عن سداد الأقساط أو رغبت في فسخ التعاقد في وقتٍ لاحق، وقد تفاجأ بأنك ستخسر 10% من إجمالي قيمة الوحدة السكنية، وليس فقط من المبالغ التي دفعتها، وإذا كانت الوحدة قد كلفتك 12 مليون جنيه فستجد نفسك تخسر أكثر من مليون جنيه.
الفائدة المتزايدة
على عكس القروض البنكية التقليدية التي تعتمد غالبًا على نظام الفائدة المتناقصة، فإن معظم أنظمة السداد الطويلة للعقارات تعتمد على فائدة ثابتة أو متزايدة، مما يجعل القسط الشهري عبئًا عليك مع مرور الوقت، خاصة في ظل غلاء المعيشة الذي نعيش فيه حاليًا.
تشابه أنظمة السداد مع قروض البنوك ولكن دون حماية قانونية كافية
الكثير من الشركات العقارية تتبع نفس سياسات البنوك، ولكن بدون رقابة مصرفية، حيث أنه من الممكن أن توقّع على عقود طويلة ومعقدة بدون أن تدرك فعليًا ما تلتزم به، وفي حالة النزاع، قد تجد نفسك في موقف ضعف قانوني لأنك وافقت على شروط دقيقة للغاية بدون التدقيق فيها.
التسويق المضلل للعروض
“ادفع اليوم واستلم بعد سنة”، “بدون فوائد”، “أقل مقدم في السوق” – كلها عبارات جذابة لكنها لا تعكس الحقيقة الكاملة، هذه العروض غالبًا ما تُصمم لتدفعك لتوقيع العقد بسرعة، بدون دراسة شاملة لقدرتك الشرائية أو حساب كامل للدفعات التي ستسددها في المستقبل.
ما هو الوقت المناسب لشراء وحدة بنظام التقسيط؟
الوقت الأنسب لشراء وحدة سكنية بنظام التقسيط هو عندما:
تكون لديك القدرة على دفع المقدم المطلوب بدون أن تضغط على نفسك ماليًا.
أن تكون شخصًا لديه خطة واقعية وواضحة لدفع الأقساط الشهرية.
أن تقرأ العقد جيدًا وتستشير خبيرًا قانونيًا قبل التوقيع.
تتأكد من أن المشروع مرخص وآمن من الناحية القانونية والمالية.

الخاتمة
العروض المغرية كثيرة، والشركات العقارية قوية ومحترفة، لكنها في النهاية تبحث عن أرباحها ومكاسبها فقط، أعلم أنت وحدك المسؤول عن حماية نفسك من عيوب أنظمة السداد الطويلة للعقارات، وانصحك بألا تغامر بمستقبلك المالي بسبب إعلان لامع أو خصم محدود، بل قرّر بحكمة، وادرس خياراتك جيدًا، وتذكّر دائمًا أن ما لا يخبرك به المطور العقاري قد يكون هو الأهم.